معرفة ما يكتب بالياء والألف
اعلم أن كل اسم مقصور ثلاثي فإنك تنظر إلى أصله
فإن كان ممدودا كتبته بالألف
وإن كان من ذوات الواو كتبته بالألف نحو العصا والقنا والقطا
تقول في التثنية عصوان وفي الجمع قنوات وقطوات
وكذلك الصفا من الحجارة والشقا فيمن قصر
لقوله عز اسمه ( كمثل صفوان عليه تراب ) البقرة 2 / 264
ولقولك الشقوة والشقاوة وكذلك ما أشبهه
وإن كان من ذوات الياء كتبته إن شئت بالألف أو بالياء نحو
الرحى والنقى والقطى لقولك رحيان وتقيان وقطيات
وكذلك الحصى لقولك حصيات
وكذلك الهدى لقولك هديت الرجل
فإن تجاوزت المقصور ثلاثة أحرف
كتبته كله بالياء من أي القبيلين كان
وذلك نحو المدعى والمقضى والمستقصى والحبارى وجمادى
فإن كان قبل آخر المقصور ياء مفتوحة
كتبته بالألف لا غير وذلك نحو الحيا
وهو الخصب ونحو مستحيا وكذلك مطايا وروايا وزوايا
وكتبوا يحيى اسم رجل بالياء فرقا بينه وبين يحيا في الفعل
وإن أضفت المقصور كله إلى المضمر كتبته بالألف لا غير
نحو هذه رحاك ورحاه وهذه مصلانا ومصلاكم
والفعل في هذه الأحكام جار مجرى الاسم
فما كان منه ثلاثيا ولامه معتلة وعينه مفتوحة نظرت إلى أصله
فإن كان من الواو كتبته بالألف
لا غير نحو قولك دعا وغزا وعدا وخلا
لقولك دعوت وغزوت وعدوت وخلوت
فإن كان من الياء كتبته بالياء وإن شئت بالألف
نحو سعى ورمى وقضى وأبى
لقولك سعيت ورميت وقضيت وأبيت
فإن تجاوز الفعل الثلاثة كتبته بالياء وبالألف من أي النوعين
كان ذلك نحو أعطى وأغنى وأدنى واستقصى
فإن كانت قبل آخره ياء مفتوحة
كتبته بالألف لا غير نحو أحيا وأعيا واستحيا وهو يحيا
ونحن نحيا وأنت تحيا وذاك أنهم كرهوا
أن يجمعوا في آخره ياءين وقد وجدوا سبيلا
إلى الخلاف بين الحرفين
فإن اتصل الفعل المعتل الآخر بضمير منصوب
كتبته بالألف لا غير نحو رماك وقضاك
واستدعاك ذلك أن الضمير لما اتصل بما قبله
مازجه فصارت الألف كالحشو في الكلمة
فأشبهت ألف كتاب وحساب فثبتت لذلك
وأما الحروف فحكمها أن تكتب كلها بالألف
نحو ما ولا وكلا
وكتبوا بلى بالياء لجواز إمالته
ا وكتبوا حتى بالياء لوقوع ألفها رابعة
وأن بعضهم أمالها بعض الإمالة
ولأنها أيضا كثيرة الاستعمال وليست كلا كما ذكرنا
وكتبوا إلى وعلى بالياء حملا على حالها مع المضمر
في إليك وعليك وألحقوا بهما لدى وإن كانت اسما لقولك لديك
والأسماء المبنية أيضا كذلك نحو إذا وذا وتا
وكتبوا متى وأنى بالياء لجواز إمالتهما
وأما الممدود فجميعه يكتب بالألف
نحو السماء والرداء والدعاء
وإذا أضفت الممدود إلى المضمر
كتبت بعد ألفه في الرفع واوا وفي الجر
ياء وذلك نحو هذا رداؤك وكساؤك
ونظرت إلى ردائك وكسائك
وتكتبه مع الإضافة إلى المضمر في النصب بألف واحدة
نحو اشتريت رداءك وطرحت كساءك
وإن كتبته بألفين فحسن جميل
فإن كان الممدود منونا كتبته في الجر والرفع
بألف واحدة نحو هذا دعاء حسن وعندي رداء حسن
ونظرت إلى رداء جيد
فإن نصبته كتبته بألفين نحو دعوت دعاأ حسنا
ولبست رداأ حسنا
ويجوز أن يكتب بثلاث ألفات
تقول لبست رداأا وكساأا وأكلت شواأا وشربت دواأا